لِهَوىٰ النّفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ
عَرَضًا نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ¹
يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارِسِ في الوَغىٰ
لَأَخوكِ ثمّ أَرَقُّ مِنكِ وَأَرحَمُ²
راعَتكِ رائِعَةُ البَياضِ بِعارِضي
وَلَوَ أَنَّها الأولىٰ لَراعَ الأسحَمُ³
لَو كانَ يُمكِنُني سَفَرتُ عَنِ الصِبا
فَالشّيبُ مِن قَبلِ الأوانِ تَلَثُّمُ
وَلَقَد رَأيتُ الحادِثاتِ فَلا أرىٰ
يَقَقًا⁴ يُميتُ وَلا سَوادًا يَعصِمُ
وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً
وَيُشيبُ ناصِيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقىٰ في النّعيمِ بِعَقلِهِ
وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
- أبو الطيّب المتنبّي ✨️

¹ السّريرة: ما يُكتَمُ ويُسَرّ.
قال أبو العلاء المعرّيّ في شرح هٰذا البيت: قوله عرضًا أي من غير قصد، فللهوىٰ سرّ لا يُعرَف لطفه ودقّته، ولا يوقف عليه إلّا بعد ابتلاءٍ به، ونظرتُ من غير قصد وما ظننتُ أنّ الظّنّ يوقعني في حبائل الهوىٰ، بل قدَرتُ أنّي أسلم ولا أهلك فخاب الظّنّ الّذي ظننته، انتهىٰ كلام المعرّي.
² أي أنّ أخوها وهو ما فيه من شجاعة واعتناق الفوارس أرقّ منها قلبًا وهٰذا من المُبالغة.
³ راعَ: فَزِعَ وخَاف.
أسحَم: أسود، ويعني شعره.
يقول بأنّ رائعة البياض -وهي أوّل شعرة بيضاء تظهر- قد راعتك ولو كان العكس أي ظهور السّواد في البياض لراعك أيضًا فلا فرق بينهما.
⁴ أبيض يقق: شديدُ البياض ناصعه.

عمي منريد ينكال علينا basic بس المتنبّي كارثة

نَفسِي الفِداءُ لكُلِّ مُنتصرٍ حزين
قُتِلَ الّذينَ يُحبُّهم،
إذ كانَ يَحمي الآخرين
يحمي بشبرٍ تَحتَ كَعبيِهِ اتِّزَانَ الأرض
معنىٰ العَدلِ في الدُّنيا علىٰ إطلاقِهِ
يحمي البَرايا أجمعين
حتّىٰ مماليكَ البلادِ القَاعدين
والحَربُ واعظةٌ تنادينا:
لقد سَلِمَ المُقاتل،
والّذين بدورهم قُتِلوا!
نعم، هٰذا قضاءُ اللهِ لٰكِن
رُبَّما سَلِموا إذَا كانَ الجَميعُ مُقاتلين
- تميم البرغوثي ✨️

«لو رفضتَ أن تخيّم عليك المعاناة ولو لساعةٍ واحدة، ولو حاولتَ دومًا منعَ وكبحَ جميع مواطن اليأس القادمة، لو اعتبرت المعاناة والتّعاسة شرًّا مكروهًا يستحقّ الإزالة، وتشوّهًا للوجود، إذًا من الواضح أنّك تكنّ في قلبِكَ دينَ الراحة.
يا لقلّة ما تعرفون عن السّعادة البشريّة، أيّها النّاس المرتاحون، إذ إنّ السّعادة والتّعاسة شقيقتان، بل توأمان، إما أن تكبرا معًا، أو -في حالتكم- أن تبقيا ضئيلين معًا.»
- عن الحُبّ، ستندال.

نفسي فداءٌ للرّجالِ مُلَثَّمين
إذ يطلقونَ سِلاحَهُم مثلَ الدّعاءِ يطيرُ من أدنىٰ لأعلىٰ
مثلَ تاريخٍ هنا يُملىٰ فيتلىٰ
حاصرونا كيفما شئتم
فإنّ الخُبزَ والتّاريخَ يُصنعُ ها هنا تحتَ الحصار
نفسي فداءٌ للشّموس تسيرُ في الأنفاق مِن دارٍ لدار
حيثُ الصّباحُ هنا يُهرَّبُ من يدٍ ليد
بديلًا عَن صباحٍ خرَبته طائراتُ الظّالمين
نفسي فداءٌ للسّماءِ قنابلُ الفسفور تملؤها كشعرِ الغول
ألفُ جديلةٍ بيضاءَ نحوَ الأرض تسعىٰ، ألفُ أفعىٰ
والسّماءُ تريدُ أن تنقضَ كالمبنىٰ القديم
فنرفعُ الأيدي لنعدِلَ ميلَها،
وتكادُ أن تنهارَ لولا ما توفر من أكفِّ الطيِّبين
يا أهلَ غزّة ما عليكم بعدَها
واللهِ لولاكم لما بقيت سماءٌ ما تُظِلُّ العالمين

- تميم البرغوثي، قالها إثر تشديد الحصار علىٰ غزّة لسنتي ٢٠٠٧-٢٠٠٨ فما أشبه اللّيلة بالبارحة وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

المضحك أنّ هالمعتقد نسبي عند أصحابه، وواحدهم يتخذه كدرع للآراء الما يتقبلها، ما عنده مشكلة أن يسب ويلعن شخص "مشاغب" من غير جماعته بس يا ويلك لو كلت فلان الطاغية -من نفس جماعة المقابل- ما جان خوش، هنا يشمرلك دستة أحاديث ضعيفة جان ضامها لوكت الشدة، وبطاقة الله يرحمه لا نهائية، المهم شباب عود صدك يزيد والحجاج (لعنهما الله) الله راح يرحمهم؟

-

«نصيحة راندال بـ"النّظر من خلال أكبر عدد ممكن من العيون" هي مبرر جيّد مثل أي مبرر آخر لإحضار الفلسفة إلىٰ الناس، كما فعل سقراط في الأسواق. عالمُ الكتبِ والمعرفة هو عالمٌ لا يمكن لراندال أو لي أنا أن نعيشَ من دونه. ولٰكن هناك خبرات لا يمكن الحصول عليها من قراءة ما كتبه الآخرون.
في بعض الأحيان علىٰ المرء أن يقفز إلىٰ شجارات يضرب بها المثل ويشارك وجهًا لوجه مع "الإنسان العادي" غير العادي، مثلما فعل سقراط.»
- مقهىٰ سقراط، كريستوفر فيليبس.

وصرنا جيادًا كُلُّ شيءٍ لِجَامُها
تُسَمي شَحيحاتِ المَخالي مَراعيا
وصرنا سِهامًا أُلصِقَت بقَسيها
تُصيبُ يدَ الرّامي وتُخطِي المَراميا
تُبَاحٌ أراضينا وتُهدَمُ دُورنا
ونُفني موالينا ونُحيي الأعاديا
فقُل سُنّة مهما أردتَ وشيعَة
فما مسلمٌ مَن كانَ بالظُّلمِ راضيا
وقَتلىًٰ يجوبونَ الشّوارِعَ مثلَنا
قد اقتَبَسوا أشكالَنا والأساميا
قد انقَسَموا جَمعينِ دونَ مسوِّغٍ
وموتُهُما جاثٍ علىٰ السّور قاضيا
وظبيٍ علىٰ بُعدٍ يلوحُ ويختَفي
ويزداد إلحاحًا قريبًا ونائيا
ذبيحٌ ولا تبدو عليهِ دماؤه
تميز عيناه بريئًا وجانيا
فهٰذا فؤادُ الحرِّ حينَ يراكم
علىٰ عُزَّلِ الجَمعينِ يقطرُ داميا
- تميم البرغوثي ✨️

"أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتانِ: اتِّبَاعُ الْـهَوَى، وَطُولُ الأمَلِ؛ فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْـهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْـحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الأمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ. أَلاَ وَإنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءَ([1])؛ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلاَّ صُبَابَةٌ([2]) كَصُبَابَةِ الإنَاءِ اصْطَبَّهَا صَابُّهَا، أَلاَ وَإِنَّ الآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ، وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ، وَلا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ كُلَّ وَلَدٍ سَيُلْحَقُ بِأُمِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلا حِسَابَ، وَغَداً حِسَابٌ وَلا عَمَلَ "


([1]) الحذاء: السريعة.
([2])الصبابة: بقية الماء في الإناء

-شرح نهج البلاغة للإمام علي ابن أبي طالب (ع) ، ابن أبي الحديد , ج ٢ ،ص٣١٨ .

ليش البيض يتحول من الحالة السائلة للصلبة من يتعرض للحرارة؟
لأن البيض يحتوي وبكمية كبيرة على بروتين، هذا البروتين عند تعرضه للحرارة راح يصير له denaturation والسلاسل الببتيدية ينفك ترابطها، فتخرب بنية البروتين خرابًا لا رجعة فيه، ومن ثمّ تجتمع هذي السلاسل حول بعضها بشكل مضغوط فتصلب المادة.

-

"الطّوب أحسن لو مگواري"
من أهازيج ثورة العشرين ضدّ الاحتلال البريطانيّ، الطّوب: المدفع ويُقصد به المدفع البريطانيّ، والمگوار: عصا غليظة توضع في نهايتها مادة "الجير" وكان يستخدمها آنذاك أهل الأرياف العراقيّة لقتال المحتل.
ملاحظة جانبيّة: الطّوبچي أي مُطلِق المدفع، كما في چايچي وعرضحالچي.

في العادة، يتبنىٰ النّاس -بتهاون- آراءً لعدم تأثيرها المباشر عليهم، فمتىٰ ما انقلبت الموازين وصار الرأي واقعًا ملموسًا يمسّهم -هم لا غيرهم- بعد ما كان يقتصر علىٰ كلمات تطير في الهواء، ستختلف رؤيتهم للأمور وكأنّ الغشاوة انقشعت عنهم، كما وسيختلف تأويلهم للنصِّ الديني فتراهم يرون بأنّ الفتاوىٰ تختلف باختلاف الأزمان بعد ما كانت تصلح لكلّ زمان ومكان، ولربّما سيختلف توجّههم الديني أو مدىٰ تدينهم، فمتىٰ ما عاد الأمر إلىٰ حالته الأولىٰ عادوا كأن لم يمسسهم شيء. في أحداثنا المعاصرة نرىٰ الحكومة الفلانيّة تمنع النّاس من ترداد شعارات سياسيّة (فلسطينيّة-إسرائيليّة) في الكعبة الشريفة. فبيت الله أجلّ -علىٰ حدّ زعمهم- من أن تُذكَر المذابح البشريّة فيه.*
بينما قبل سنين خلّت (٢٠١٣-..) رأينا التأليب والتحريض -في بيت الله- علىٰ طائفة أخرىٰ -فالشيعة أشدّ خطرًا علىٰ الإسلام من اليهود- ولا بدّ من اتّخاذ بيت الله منبرًا لدرء شرّ هٰؤلاء.

* نظرَ النّبيُّ (صلّىٰ اللهُ عليه وآلهِ) إلىٰ الكعبةِ
فقالَ: «مَرحبًا مِن بَيتٍ، ما أعظَمَكَ وأعظَمَ حُرمَتَك، واللهِ! إنّ المُؤمِنَ أعظَمُ حُرمَةً عِندَ اللهِ مِنكَ، لأنّ اللهَ حَرّمَ مِنكَ واحِدَةً، ومِنَ المُؤمِنِ ثَلاثًا: دمَهُ، ومالَهُ، وأن يُظَنَّ بهِ ظَنُّ السُّوءِ». - بحار الأنوار، العلّامة المجلسي.